يافا الجميلة

هدي قصيده عن يافا كتبها الكاتب العراقي محمد مهدي الجواهري:
بيافا يوم حط الركاب
تمطر عارض و دجا سحاب

وقفت موزع النظرات فيها
لطرفي في مغانيها انسياب

و موج البحر يغسل اخمصيها
و بالأنواء تغتسل القباب

و بياراتها ضربت نطاقا
يخططها كما رسم الكتاب

فقلت و اخذت بسحر يافا
و اتراب ليافا تستطاب

فلسطين...و نعم الام هذي
بناتك كلها خود كعاب

اقلتني من الزوراء ريح
الى يافا و حلق بي عقاب
********
و لما طبق الارج الثنايا
و فتح من جنان الخلد باب

و لاح اللد منبسطا عليه
من الزهرات يانعة خضاب

نظرت بمقلة غطى عليها
من الدمع الظليل بها حجاب

و قلت و ما احير سوى عتاب
و لست بعارف لمن العتاب

أحقا بيننا اختلفت حدود
و ما اختلفت الطريق و لا التراب

و لا افترقت وجوه عن وجوه
و لا الضاد اافصيح و لا الكتاب
*********
فيا داري اذا ضاقت ديار
و يا صحبي اذا قل الصحاب

و يا متسابقين الى احتضاني
شفيعي عندهم ادب لباب

ويا غر السجايا لم يمنوا
بما لطفوا علي و لم يحابوا

ثقوا أنّا توحدنا هموم
مشاركة و يجمعنا مصاب

تشع كريمة في كل طرف
عراقي طيوفكم العذا

و سائلة دما في كل قلب
عراقي جروحكم الرغاب

يزكينا من الماضي تراث
و في مستقبل جذل نصاب

لئن حم الوداع فضقت ذرعا
به و اشتف مهجتي الذهاب

فمن أهلي الى أهلي رجوع
و من وطني الى و طني اياب