♫ ♫ درس من البعوضـــ ـــــ ـــــ ــــــ ــــــة ♫ ♫

بطلة موضوعنا بعوضة ( ناموسة ) ترعرعت في كنف ذبابة عاقر ( لاتلد ) بالتبني ، وذلك بعد أن انتحر والد هذه البعوضة بقذف نفسه في كوب شاي ساخن ليلقى حتفه على الفور ، وبعد أن ضاقت به سبل العيش الكريم من جراء الحرب العشواء التي يشنها الناس على البعوض بدعوى أنه متسلط، ومستنزف لخيرات عباد الله يمتص دمهم ، فالواحد يتعب ليأكل لقمة لتتحول بعد ذلك إلى دم فيجيء هو ببساطة ويمتصه منه دون عناء ولا يكفيه هذا بل ينقل له بعد ذلك الأمراض والميكروبات ، فلم يطق العيش وهو مطارد على الدوام من طرف بني البشرلهذا وضع حدا لحياته.
أما والدة البعوضة فقد أُصيبت بشلل نصفي أقعدها ولم تعد تستطيع أن تدبر أمورها في البحث عن الدم والذي هو أكلها المفضل ، وسبب إصابتها رش مبيد الحشرات من طرف رب المنزل الذي تعيش فيه هي وابنتها بالتبني ، فظلت تعاني من عاهة مستديمة وحسرتها على زوجها جعلاها تعاني الأمرين.. ولم تعش طويلا ، فسرعان ما فارقت الحياة متأثرة بتلك الرشة الجائرة .
عاشت البعوضة مع الذبابة العاقر وقد ربتها أحسن تربية وأحاطتها بعناية ورعاية لامثيل لهما، أفضل من والدتها وعلمتها فنون الطيران والمراوغة،اللذان تشتهران به معشرالذباب وتفتقده البعوضة، وبرعت صغيرتنا في تعلم هذه الفنون إلى درجة الإتقان. وعاشت حياة سعيدة في المنزل الذي تقطن فيه الذبابة، وهو لرجل من عامة الناس، يعمل بوظيفة متواضعة في إحدى الوزارات الحكومية وكان مثالاً للشرف والأمانة أما ربة المنزل فهي امرأة فاضلة تربت تربية محافظة، وكذلك أبناؤها الثلاثة، وكانت حالتهم المالية متواضعة جداً لقلة راتب هذا العائل وعدم وجود مصدر دخل أخر، وقد عاشت بعوضتنا في أمن وسلام مع هذة العائلة وحب شامل غمرتها به الذبابة الأم ولكن كان دم هذه العائلة يفتقد للكثير من الفيتامينات كالحديد والكلسيوم والمنغنيز إلخ... فكانت البعوضة هزيلة حتى انها اذا حضرت عرس لإحدى صديقاتها من البعوض لا تسلم من بعض التعليقات الساخرة مثل :
المسكينة تعاني من فقر الدم ..مالك ياأختي هكذا هزيلة ألا تمصين دما ، أنظرن إلى هيأتها وكأنها تستعد لمباراة في عرض الأزياء وتريد أن تصبح لديها طاي مانكان، وز وز وز وز ( بمعنى ههههههه )..
لم يعجبها حالها وما هي فيه،وقريناتها تعشن في رغد ، ولا يمنعها شيء في تكون مثلهن أو أحسن.. ولم تعد ترضى العيش في دات المكان، فخطر على بالها ذات مساء وبما أنها في سن المراهقة ولا دخل لأمها في حياتها بالنسبة لتنقلاتها قررت وبدون علمها ان تغادر المنزل والذهاب الى أحد الأحياء الراقية لتستقر فيها، وبالفعل نفذت فكرتها في اليوم الثاني . حزمت حقائبها وكل مايلزمها واتجهت مباشرة الى ذلك الحي الذي يبعد بكيلومتر واحد عن منزل امها.
وحينما وصلت الى المنزل الذي وقع الاختيار عليه، كانت هناك مجموعة من السيارات الفخمة متراصة أما باب الفيلا ، وكانت جميعها احدث موديل، فقالت لنفسها لقد أحسنت الاختيار يا بعوضة أنا .. آه عليك يابنت ؟ فدخلت للمنزل مسرعة بعد ان أعياها التعب والجوع فلم تستطيع الصبر حتى تتفحص الغرف بل اتجهت مسرعة نحو غرفة الحارس وشاهدت سيقانه تلمع تحت إنارة كاشفة، فغرست أنيابها في مكان العروق البارزة من جلده، وشربت واقتاتت ما يسند طولها ويقيها الجفاف التي أوشكت عليه فبعد انتهائها من وجبتها ، ذهبت الى ( الحمام ) اغتسلت وفرشت أسنانها (ونعم التربية) وأخذت بعدها قسطاً من الراحة، ولما استفاقت دخلت للفيلا لتستطلع الأمر، أدهشها ما رأت من فرش وثير وتحف نادرة وفخامة التصميم ودقته. فرأت رب الأسرة الجديدة وهو مسؤول كبير في نفس الوزارة التي كان يعمل بها رب العائلة القديمة ، وزوجته التي تزن 100 كيلو ( من النعمة ) وبنت وولد وقد كانوا أسرة بالرغم من ثرائها وما تنعم به من خيرات ،فأنها متفككة اجتماعياً كل فرد لاهي بنفسه ولا يعرف مواعيد محددة للأكل أوالنوم فالزوجة تنام حتى الساعة الثانية ظهراً وكذلك يفعل الأبناء.وكلهم في فوضى عارمة . فأخذت بعوضتنا تقارن بين الأسرتين وكان الفرق واضح لصالح هذه الأسرة الجديدة والغنية جداً وحتى مذاق دم هذه الأسرة يختلف كلياً عن سابقتها، فطعمه طيب المذاق ولذيذ محملاً بجميع أنواع الفيتامينات من الألف إلى الياء ونقي جداً وليس به شوائب، وحتى إنها لم تمض في ضيافتهم سوى ثلاثة أيام فقد تغير شكلها وعودها واحمرت وجنتاها وامتلأ جسمها ، (اللهم لا حسد ).
وذات مساء دخلت البعوضة إلى مكتب رب العائلة للتذوق من دمه،لأنها لسعت الجميع ما عدا هذا المسؤول الكبير وقد كان يتحدث بالهاتف مع شخص آخر وسمعت ما دار بينهما وعرفت من يكون هذا المسؤول إنه لص مختلس ويتقبل الرشاوى بصدر رحب حتى ييسرأمور من يرشيه وما تلك السيارات الواقفة أمام منزله سوى هدايا.. والأرصدة الكدسة في البنوك جميعها من باب الحرام.اندهشت وأصابها الذعر وضربت بيدها على صدرها قائلة : ياله من لص خطير ومجرم حقير، لالالا ، لن أبقى هنا ولو لحظة ، تحرم علي نقطة دم واحدة من هذا الدم الحرام المدنس ( ونعم الأخلاق ) فجمعت حوائجها على عجل ورجعت مسرعة لمكان إقامتها الأول وهي تبكي وضميرها يؤنبها طول الطريق على خروجها بدون أخد إذن من أمها، وما اقترفت يداها وما شربته من دم حرام بعد ان كانت تتمرغ في الحلال ، أصابها مرض بعده فارقت الحياة متأثرة بالدم الحرام الفاسد/

وين الردووووووووووووووود يا اعضاء

مشكوووره على هذه القصه

ولازم نتعلم هالدرس

وبعدين مالك علينا اصبري يا بنت شوي شوي خلينا نحق نرد

تقبلي مروري

تسلم على مرورك
وطبعا منه بنستفيد درس مهم
وبعدين شو بك عليي شو ما بدي بكتبه يا ملك geek

واصل

mashkooora ya fofo

مشكووووووره على هذه القصه

تقبلي مروري

العفو وتسلمو على مروركم الرائع
واصلو تميزكم
الى الامام دائما
تحياتي