زهرة بيضـــــــــــــاء ...

قلت لها :
- أحبك يا نادية.
بعد لحظة صمت وسكون بدأ ملامحها يصدر ألوان يشبه قوس قزح
استدارت نحو محفظتها وانشغلت في محتوياتها وكأنها قطعة سكر ذابت في بحر الحب .
خطفت يدها الجميل وأسندته من الاسفل بيدي الآخر
استقر يدها الدافئ لبرهة حبيساً بينهما ولكنها سرعان ما سحبته .
نهضت من مكانها وسارت في الطريق المستدير مبتعدة عني واختفت خلف الأشجار .
لم اُحرك ساكناً بل قطفت زهرة بيضاء صغيرة كانت قد نبتت لوحدها من بين الحشائش.
حدقت فيها وأنا أهز رأسي يميناً ويساراً من ألم فقداني المفاجئ لها .
عدوت بأتجاهها , ولكنها لم تكن هناك .

كان الطريق الذي سلكته يتشعب الى ممرات متعددة ولم يكن في وسعي اختيار الصحيح منها .
بحثت عنها وبسرعة البرق في كل أرجاء الحديقة وسط دهشة حدقات بعض المارة الذين رأوني في أماكن متعددة , ولم أجدها ...
كنت غارقا في تلاطم أفكاري وأحاسيسي تجاهها .
كنت كطفلٌ خائف وفي زوبعة حلم . . . .

وبعد لحظة كان هناك صوت معروف وصديق يأتيني بنغمة متصاعدة التدريج , يشق ببطء كل ماكنت اُفكر فيه , صوت يقول :
- لله يامحسنين لله يامؤمنين . . .
صوت كنت قد سمعته ومنذ صغري
انه حج عبدالهادي الختيار يحث الناس ككل يوم على المساهمة في شراء بطاقات الحسنة في مساعدة أيتام المدينة .
مرَّ من جواري مبتسماً وسالكاً نفس درب نضاله اليومي الراسخ ..
كانت الأموال التي جمعها من أصحاب الافئدة المنيرة قد أمنت حياة الكثيرين من اليتامى وفتحت لهم أبواب مستقبلهم .
كنت أنظر في هذا الشيخ الجليل الذي طغى رؤيته على محنتي وهو لايقل شأنا وثباتاً عن جبل قاسيون المطلة على مدينتي , نظرة عز .
استدرت بعدها نحو الاتجاه المعاكس كي أتخذ طريقي الى البيت ولكني كدت أن أطير فرحاً حينما رأيتها أمامي وعلى مسافة قصيرة .
كانت تبتسم وتقاسيم وجهها البشوش يخبرني بأنها كانت هنا وتنتظرني طوال الوقت .
مشينا في اتجاه بعضنا واقتربنا من بعضنا وشعرت حينها وكانني اقترب من حقل مغناطيسي.

نظرت نادية في الارض وقالت سائلة :
- هل ماقلته جد يا هاتف بأنك تحبني ؟
- نعم وأطلب يدكِ في الحلال .
سكتت لبرهة ورفعت رأسها ونظرت ملياً في عيني نظرة تفحص وقالت :
- وتتزوج امرأة بذراع واحدة .
نظرت الى هذه الامرأة النادرة الخلق والانسانية وقلت لها بجد وتأكيد :
- وبكل فخر .
مسكت بطني في حركة سينمائية فابتسمت لي وقالت :
- مابالك ؟
فقلت لها :
- الستِ جائعة ؟
فهمت قصدي وقالت ضاحكة :
- هل بدأت أفلامك الهندية بروفيسور هاتف .

ضربت موجة الخير قلبي وغمرني الفرح .
مسكت يدها وخرجنا سويتا من الحديقة في اتجاه أزقة دمشق القديمة
وهناك امتزجنا مع أبخرة الطعام المتصاعدة من الدكاكين

mashkoora ya fofo 3al 9essa

تسلمي على مرورك ميس ميري
واصلي

مشكووووووره على هذا الموضوع القصة والرائعة يا اختي

تقبلي مروري

تسلموووووو على مروركم الحلو
واصلو تميزكم