يعتبر سقوط الأطفال من العلو السبب الأول في الحوادث البيتية والتي تؤدي إما للكسر في الجمجمة, أو الشلل , وإما الموت. ولقد تم تدريج أنواع السقوط ونسبها كالتالي:
سقوط من مكان مرتفع كعمارة أو سلم بنسبة 55% للأطفال العرب و 45% لغير العرب.
سقوط الطفل عن الإدراج بنسبة 56% لأطفال العرب و 44% لغير العرب.
سقوط من السرير بنسبة 19% للعرب و 81% لغير العرب.
سقوط في الملعب البلدي 15% لأطفال العرب و 85% لغير العرب.
سقوط خلال ممارسة الرياضة 12% لأطفال العرب و 81% لغير العرب.
هذه النسب صحيحة وأخذت من غرف الطوارئ في مستشفيات الدولة وكل هذه الحالات مكثت في المستشفى لتلقي العلاج.
لو أمعنا النظر في الخمسة أسباب المذكورة أعلاه لوجدنا بأن الطفل العربي فرضت عليه أصعب ظروف السقوط في البند الأول والثاني, والبندان يؤديان إلى إحداث أضرار كبيره للطفل ، إما كسر في الإطراف أو في الرأس أوالرقبة, تمزق في الكبد أو الطحال, شلل, وأحيانا الموت.
نعم لقد تفوق الطفل العربي على غيره!! لماذا يا ترى؟؟
لقد كانت نسبة السقوط من علو اعلى في فصل الصيف اكثر منه في فصل الشتاء, وذلك لان السطوح في بيوتنا استعملت كملاعب كرة قدم, أو كقاعات أعراس ومناسبات, فيغفل الأهل عن هؤلاء الأطفال فيدفع الطفل من على السطح, أو يركض وراء كرة وإذا به يهوي من علو ستة أمتار أو أكثر محدثا ضررا كبيرا لجسمه يتمثل غالبا في كسر في الرأس أو الرقبة أو الأطراف حيث لا ينفع عندها الندم ، محدثا ضررا نفسيا للأهل يرافقهم مدى الحياة.
احتل السقوط من النوافذ والشرفات المكان الثاني في الإحصاء , فنرى أننا لو دخلنا وفحصنا غرف أطفالنا لرأينا بان السرير وضع بجانب الشباك, أو أن الطاولة وضعت بجانب الشباك, وانه لا يوجد درابزين للشباك, ففي أول فرصة يسمع من خلالها الطفل نداء من الخارج أو يسمع صوت محرك سيارة ظانا بأن أباه رجع من العمل، يصعد وينظر للخارج بمساعدة الطاولة أو الكرسي والذي وضعته أمه عن غير قصد بجانب الشباك وينظر للأسفل , وكما هو معلوم فان مركز الثقل في جسم الطفل هو في الرأس فيهوي هذا المسكين من الشباك إلى الأسفل ,.. ولن اشرح ماذا وجدت بطبيعة عملي تحت نافذة الطفل ولمرات عديدة , منظر لا أتمناه حتى لعدو.
السقوط من على الإدراج احتل نسبة 56% للأطفال العرب ، وذلك لانعدام سبل الأمان الكافية في كيفية تخطيط الأدراج وبالأخص الأدراج الداخلية والدائرية داخل البيت, والى عدم تركيب الدرابزين , أو اختيار الدرابزين غير الآمن والمخطط بشكل سلم ، حيث يتسلق عليه الطفل ويهوي للأسفل , ولوجود فتحات كبيرة بين أعمدة الدرابزين والذي من الممكن أن يدخل الطفل رأسه بين أعمدة الدرابزين ، وقد يؤدي ذلك إلى الاختناق أحيانا أو للسقوط, أضف إلى ذلك التدحرج للطفل والبالغ من عمره سبعة أشهر مع عربته "الكراجه" حيث تضعه الأم بداخلها لتعلمه المشي فيتدحرج مسافة العشر درجات مع الكراجه وسيكون سعيد الحظ لو بقي عالقا في الكراجه ولم يخرج منها.
لو امعنا النظر في الثلاثة أسباب للسقوط , لاستنتجنا الكثير الكثير وسأترك الأمر مفتوحا للأخ القارئ ليستنتج بنفسه , وسوف نتفق جميعا على انه من الممكن منع سقوط الطفل لو اتخذنا وسائل حيطة وحذر أكثر في الموضوع.
كيف نتعامل مع الطفل بعد السقوط:
إن أكثر الأخطار بعد السقوط من علو تكون كسر في الجمجمة أو الرقبة أو العمود الفقري, وأنا أفضل في هذه الحالة ترك الطفل على وضعيته واستدعاء سيارة الإسعاف "علاج مكثف" مع المحافظة على مجرى تنفس مفتوح للطفل برفع لحية الطفل بعض الشيء إلى الأعلى لفتح المجرى إن كانت هنالك مشكلة في التنفس, ولا مانع لو تم مساعدة الطفل في تنفس اصطناعي لمن تعلم دورة إسعافات أولية .
أما إذا كان الطفل في وضع الوعي ، فحافظ على عدم تحريكه من مكانه وساعده أن يبقى صاحيا حتى قدوم الطاقم الطبي.
في بعض الحالات يبدأ الطفل في الاستفراغ وهنا لا مانع لو حركت الطفل قالبا واحدا على جنبه للمحافظة على عدم الاختناق من الاستفراغ.
لا تكن عصبيا, كن هادئا , وأجب على جميع أسئلة الطاقم الطبي حتى من خلال الهاتف وحتى قبل وصولهم إليك, فهذا يسهل عليهم كثيرا لإعداد الطاقم والعلاج المناسب من خلال سفرهم الى مكان الحدث ، وقد يرشدونك في عدة أشياء والتي من الممكن أن تنقذ بها حياة الطفل حتى وصولهم إليك , أنا اعلم أن الدقيقة سوف تشعرها وكأنها ساعة قبل وصول الطاقم الطبي, اصبر واستمع للإرشادات , لا تجادل الطاقم وتضيع الوقت , وادع للطفل المسكين بالشفاء.
درهم وقاية خير من قنطار علاج
أتمنى لأطفال العالم السلامة